تقييم الذكاء الاصطناعي: إطار القدرة والتخصيص
مقدمة
يُثير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي جدلاً واسعًا، إذ تتباين ردود أفعال الأفراد تجاهها بين الحماس والرفض التام. تُناقش هذه الدراسة، المنشورة في مجلة Psychological Bulletin، العوامل المؤثرة على هذا التباين، مُقدمةً إطارًا جديدًا لفهم تفضيلات الأفراد للذكاء الاصطناعي مقابل البشر.
إطار القدرة والتخصيص
يُقترح في هذه الدراسة إطار “القدرة – التخصيص” لفهم تقييم الأفراد للذكاء الاصطناعي. يُشير هذا الإطار إلى أن تفضيل الذكاء الاصطناعي يعتمد على عاملين رئيسيين:
- القدرة المُتصورة: مدى اعتقاد الفرد بأن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات تفوق قدرات البشر في مهمة مُعينة.
- ضرورة التخصيص: مدى حاجة المهمة إلى معالجة الظروف الشخصية الفريدة لكل فرد.
يُشير الباحثون إلى أن تفضيل الذكاء الاصطناعي لا يتحقق إلا بتوفر هذين الشرطين معًا. فإذا كانت القدرة المُتصورة للذكاء الاصطناعي عالية، ولكن المهمة تتطلب تخصيصًا شخصيًا، فإن الفرد قد يُفضل الحل البشري. وعكس ذلك، إذا كانت القدرة المُتصورة منخفضة، حتى مع عدم الحاجة للتخصيص، فلن يُفضل الذكاء الاصطناعي.
تحليل استعراضي شامل
أجرى الباحثون تحليلًا استعراضيًا شاملاً لـ 163 دراسة سابقة قارنت بين تفضيلات الأفراد للذكاء الاصطناعي مقابل البشر، شملت أكثر من 82,000 تفاعلًا في 93 سياقًا قراريًا مختلفًا. أكد التحليل صحة إطار “القدرة – التخصيص”، مُوضحًا أن كلا البُعدين – القدرة والتخصيص – يُؤثران بشكل كبير على تفضيلات الأفراد.
أمثلة على تطبيقات الإطار
- مهام مُلائمة للذكاء الاصطناعي: يُفضل الأفراد استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام التي تتطلب سرعة ودقة عالية، ولا تتطلب تخصيصًا شخصيًا، مثل كشف الاحتيال أو فرز مجموعات بيانات ضخمة.
- مهام مُلائمة للبشر: يُظهر الأفراد مقاومة أكبر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المهام التي تتطلب التعامل مع الظروف الشخصية الفريدة، مثل العلاج النفسي، أو مقابلات العمل، أو التشخيص الطبي.
عوامل إضافية
كشفت الدراسة عن عوامل أخرى تؤثر على تفضيلات الأفراد للذكاء الاصطناعي، منها:
- الملموسية: يُظهر الأفراد تفضيلًا أكبر للذكاء الاصطناعي الملموس (مثل الروبوتات) مقارنة بالخوارزميات غير الملموسة.
- السياق الاقتصادي: يُلاحظ تفضيل أكبر للذكاء الاصطناعي في الدول التي تتمتع بمعدلات بطالة منخفضة.
الخاتمة
يُقدم إطار “القدرة – التخصيص” أداة قيّمة لفهم كيفية تقييم الأفراد للذكاء الاصطناعي في سياقات مُختلفة، على الرغم من أن الباحثين لا يدّعون أنهما البُعدين الوحيدين المُؤثرين. يُواصل الباحثون دراسة المواقف المُعقدة والمتطورة للأفراد تجاه الذكاء الاصطناعي، سعياً لفهم أعمق لهذه الديناميكيات المُعقدة.
الباحثون
شارك في هذه الدراسة كل من البروفيسور جاكسون لو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالإضافة إلى باحثين من جامعة صن يات سين وجامعة شنتشن وجامعة فودان.
اترك تعليقاً