متصفح “كوميت”: مستقبل تصفح الإنترنت بفضل الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة بيربلكسيتي، المعروفة بإعادة تعريف طريقة تفاعل المستخدمين مع المعلومات من خلال محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، عن إطلاق متصفحها الجديد “كوميت”، وهو متصفح ويب أصلي قائم على الذكاء الاصطناعي. يُعدّ “كوميت” ثورة في طريقة تصفح المستخدمين واسترجاعهم وتفاعلهم مع محتوى الويب، وذلك من خلال دمج عملية التصفح مع المساعدة السياقية في الوقت الفعلي، والتلخيص، وتحسين الاستعلامات الذكية.

نموذج جديد في تصفح الويب

ظلت متصفحات الويب التقليدية دون تغيير هيكلي لعقود، حيث تركز على البحث اليدوي، وإدارة علامات التبويب، واسترجاع المعلومات السلبي. يُغيّر “كوميت” هذا النموذج من خلال دمج مساعد بحث مباشرة في تجربة التصفح. بدلاً من الاعتماد فقط على المستخدمين لبدء عمليات البحث والبحث في الصفحات، يساعد “كوميت” في تفسير النوايا، واسترجاع البيانات ذات الصلة، وتلخيص النتائج، وحتى متابعة الاستعلامات المقترحة في الوقت الفعلي. “كوميت” ليس مجرد طبقة ذكاء اصطناعي فوق أطر التصفح الحالية، بل هو متصفح تم تصميمه خصيصاً حيث يتم دمج الذكاء الاصطناعي بشكل عميق في طبقة التنقل. يمكن للمحرك عرض الأفكار استباقياً، ومتابعة خيوط البحث، والتكيف ديناميكيًا أثناء استكشاف المستخدم لمحتوى جديد.

الميزات الرئيسية لمتصفح “كوميت”

  • مساعد ذكاء اصطناعي في الوقت الفعلي: يجلب “كوميت” محرك إجابة الذكاء الاصطناعي المألوف من بيربلكسيتي إلى نافذة المتصفح. أثناء تصفح المستخدمين أو تمييز المحتوى، يقترح “كوميت” توضيحات، ويقدم ملخصات سياقية، ويجيب على الأسئلة في الوقت الفعلي – يعمل مثل شريك بحث دائم.
  • التفاعل متعدد الوسائط: يدعم المتصفح المطالبات المكتوبة، والأوامر الصوتية، والتفاعلات داخل الصفحة. سواء قام المستخدمون بتمييز النص للحصول على رؤى أعمق أو طرحوا أسئلة متابعة بصوت عالٍ، يستجيب “كوميت” بشكل سياقي – مع مراعاة محتوى الصفحة الحالي وسجل التصفح.
  • جلسات بحث مترابطة: البحث على الويب نادرًا ما يكون خطيًا. يقدم “كوميت” “خيوط بحث”، مما يسمح للمستخدمين بالانتقال إلى مواضيع فرعية دون فقدان سياقهم الأصلي. يمكن أن تتضمن كل خيط مصادر، وأسئلة، وملخصات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يسمح باستكشاف المعلومات بشكل منظم وسلس.
  • الذاكرة والاستمرارية: على عكس التصفح عديم الحالة، يحتفظ “كوميت” بذاكرة استعلامات المستخدم وتفاعلاته عبر الجلسات. يُمكّن هذا الذكاء الاصطناعي من استدعاء الأسئلة السابقة، وتجنب التكرار، وتقديم إجابات أكثر دقة مع بناء السياق.
  • ملخصات الصفحات ومعاينات مُحسّنة بالذكاء الاصطناعي: عندما يصادف المستخدمون محتوى طويل، يمكن لـ “كوميت” تلخيصه على الفور – استخراج الأفكار الرئيسية، واستشهاد النص الأصلي، وحتى اقتراح وجهات نظر بديلة. يمكن للمستخدمين أيضًا معاينة الروابط داخل الصفحة باستخدام ملخصات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يقلل من الحاجة إلى فتح علامات تبويب متعددة.

“كوميت” و رؤية بيربلكسيتي حول الوصول إلى المعرفة

يُعدّ “كوميت” امتدادًا طبيعيًا لرسالة بيربلكسيتي الأوسع نطاقًا: تحويل طريقة وصول الناس إلى المعرفة واستهلاكها. بينما يعمل محرك ذكاء بيربلكسيتي الاصطناعي بالفعل كمساعد إجابة أسئلة في الوقت الفعلي مع الاستشهادات ونتائج الويب المباشرة، يجلب “كوميت” هذه القدرة إلى بيئة أصلية حيث لا يقتصر التفاعل على صفحات الويب الثابتة أو مربعات البحث المنفصلة. يضع هذا المتصفح الأصلي القائم على الذكاء الاصطناعي بيربلكسيتي في منافسة مع اللاعبين الرئيسيين مثل جوجل ومايكروسوفت – ليس فقط في سوق محركات البحث، ولكن في مجال استرجاع المعلومات وفهمها بشكل شامل.

الخصوصية والأداء وتجربة المستخدم

من الناحية التقنية، تم تصميم “كوميت” ليُقدّم السرعة والاستجابة. يستخدم العرض على جانب العميل مع مكالمات واجهة برمجة التطبيقات الآمنة إلى الخلفية الخاصة بـ بيربلكسيتي، مما يقلل من زمن الوصول في تفاعلات المستخدم. من المهم أن هيكل المتصفح يحترم خصوصية المستخدم: لا يتم بيع أي بيانات شخصية أو استخدامها لاستهداف الإعلانات، ويمكن للمستخدمين إلغاء الاشتراك في تسجيل التفاعل. الواجهة بسيطة، مع شريط بحث موحد، وشريط جانبي للذكاء الاصطناعي، ولوحة بحث. يتجنب “كوميت” الفوضى النموذجية للمتصفحات الحديثة، ويركز بدلاً من ذلك على المحتوى القابل للتنفيذ وتدفق المعلومات الديناميكي.

الخلاصة

يمثل “كوميت” خطوة مهمة إلى الأمام في الحوسبة بمساعدة الذكاء الاصطناعي. من خلال إعادة التفكير في المتصفح ليس كبوابة ثابتة بل كمساعد ذكي، تُواءم بيربلكسيتي البنية التحتية للبرامج مع سير عمل المعلومات الحديثة. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا سيؤدي إلى اعتماد أوسع في الصناعة أو يُخلّ بنماذج البحث والتصفح التقليدية – لكن التكنولوجيا الأساسية مُقنعة وفي وقتها المناسب.

المصدر: MarkTechPost