دراسة اقتصادية مبتكرة لتحسين ظروف العمل في عصر التكنولوجيا المتقدمة

مقدمة:

تتناول هذه الدراسة، التي أجرتها ويتني زانغ، طالبة الدكتوراه في قسم الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الآثار الاقتصادية والاجتماعية لقرارات الشركات التكنولوجية والإدارية على العمال على مختلف مستويات الرواتب. تهدف زانغ، المتخصصة في الاقتصاد العمالي، إلى تطبيق مهاراتها الرياضية لتحسين السياسات وفعاليتها، مع التركيز على تحسين ظروف العمل ورفاهية العمال.

منهجية البحث ونتائج الدراسة:

تعتمد زانغ على نهج قائم على الأدلة، وتتعاون مع باحثين آخرين في معهد MIT لدراسة مختلف جوانب بيئة العمل. وتشمل دراساتها:

  • تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية: في دراسة أجريت عام 2023 بالتعاون مع شاكيد نوي، وجدت زانغ أن استخدام تقنية ChatGPT زاد بشكل كبير من إنتاجية العمال في مهام الكتابة، خاصةً أولئك الذين كانوا الأقل إنتاجية في البداية. ساهمت هذه الدراسة في تقديم بيانات ملموسة حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على بيئة العمل وسوق العمل.

  • عدم انتظام جداول العمل: تستخدم زانغ بيانات من مزود رواتب لدراسة عدم القدرة على التنبؤ بالجدول الزمني للعمل، وذلك بالتعاون مع ناثان لازاروس. تهدف هذه الدراسة إلى فهم أسباب اعتماد الشركات على جداول عمل غير منتظمة، وكيف تؤثر هذه الجداول على نوعية حياة العمال ذوي الأجور المنخفضة، وذلك بالنظر إلى الأدلة الاجتماعية القائمة التي تربط بين عدم انتظام جداول العمل وسوء النوم والصحة. وقد تم عرض نتائج هذه الدراسة على موظفي ستاربكس، مما أثار نقاشاً حول كيفية تأثير ممارسات الجدولة المختلفة على العمال وإنتاجيتهم.

  • العلاقة بين نقل العمل للخارج والعمل عن بُعد: في مشروع بحثي آخر بالتعاون مع أرجون راماني، تدرس زانغ العلاقة بين نقل العمل للخارج، والعمل عن بُعد، والنتائج ذات الصلة. وتتساءل الدراسة عن مدى تسهيل الممارسات التكنولوجية والإدارية التي أتاحت العمل عن بُعد عملية نقل العمل للخارج، وما هي المكاسب في الكفاءة التي تحققت للشركات، وما هي الآثار على العمال الأمريكيين والعمال في الخارج.

الاستنتاجات والتوصيات:

تؤكد زانغ على أهمية مراعاة النظام البيئي المعقد عند حل التحديات المتعلقة بظروف العمل، بما في ذلك حوافز الشركات والظروف الاقتصادية العالمية. وتسعى أبحاثها إلى فهم ما إذا كانت لوائح الجدولة يمكن أن تحسن نوعية حياة العمال المتأثرين، مع مراعاة العواقب غير المقصودة المحتملة. كما تسعى إلى فهم العلاقة بين التكنولوجيا وسياسات العمل، وكيف يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين بيئة العمل.

الخلفية الأكاديمية والخبرة العملية:

تتمتع زانغ بخلفية أكاديمية قوية، حيث حصلت على تخصص في الاقتصاد الرياضي، وقامت بأبحاث متقدمة في معهد MIT، وعملت في منظمات مرموقة مثل البنك الدولي والاحتياطي الفيدرالي في نيويورك. وقد استفادت من تعاونها مع أساتذة بارزين في MIT، مثل ديفيد أوتور، لتطوير أبحاثها.

أهمية الدراسة:

تُعدّ دراسة زانغ مساهمة قيّمة في مجال الاقتصاد العمالي، حيث تقدم رؤى قيّمة حول تأثير التكنولوجيا على بيئة العمل، وتُساهم في تطوير سياسات عمل أكثر عدلاً وفعالية. وتبرز الدراسة أهمية اعتماد نهج شامل ومتعدد التخصصات لفهم التحديات المعقدة التي تواجه سوق العمل في عصر التكنولوجيا المتقدمة.

المصدر: MIT News