البيانات والسياسة: منهج جديد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يكشف أسرار التحليل السياسي

مقدمة: التزاوج المتنامي بين البيانات والسياسة

يشهد العالم اليوم تزاوجًا متزايدًا بين البيانات والسياسة، حيث أصبحت الحملات السياسية وحشد الناخبين يعتمدان بشكل كامل على البيانات. يعتمد الناخبون، وخبراء استطلاعات الرأي، والمسؤولون المنتخبون على البيانات لاتخاذ خيارات ذات آثار محلية وإقليمية ووطنية. ويقدم قسم العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) منهجًا دراسيًا (17.831: البيانات والسياسة) يُزوّد الطلاب بالأدوات اللازمة لفهم هذه الخيارات ونتائجها.

منهج (17.831: البيانات والسياسة): مبادئ وممارسات تحليل السلوك السياسي

يُعرّف منهج (17.831: البيانات والسياسة)، الذي يُدرّسه الأستاذ المساعد في العلوم السياسية دانيال هيدالغو، الطلاب على المبادئ والممارسات الضرورية لفهم السلوك السياسي الانتخابي وغير الانتخابي. يستخدم الطلاب مجموعات بيانات من العالم الحقيقي لاستكشاف مواضيع مثل استطلاعات الرأي الانتخابية والتنبؤات، وإقبال الناخبين، واستهداف الناخبين، والتغيرات في الرأي العام بمرور الوقت.

يهدف المنهج إلى تمكين الطلاب من:

  • وصف كيف ولماذا غيّر استخدام البيانات والأساليب الإحصائية السياسة الانتخابية.
  • فهم المبادئ الأساسية للإحصاءات في العلوم الاجتماعية.
  • تحليل البيانات باستخدام أدوات الحوسبة الإحصائية الحديثة.

ويتميز المنهج بمشروع تخرج أصلي يتضمن جمع وتحليل وتفسير بيانات استقصائية أصلية تُستخدم في الحملات السياسية الحديثة.

أهمية المنهج في عصر الذكاء الاصطناعي

يُشدد البروفيسور هيدالغو على أهمية هذا المنهج في ظلّ التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي ونماذج اللغات الكبيرة، مُضيفًا: “يجب فهم الأشخاص الموجودين على الطرف الآخر من البيانات”. يركّز المنهج أيضًا على العنصر البشري في السياسة، ويستكشف الصراعات والتحيزات وهياكلها وآثارها، ويعمل على تحسين معرفة المعلومات و سرد القصص المترابطة.

تحديات جمع البيانات في بيئة إعلامية متغيرة

يُسلّط المنهج الضوء على تعقيدات عملية جمع البيانات في استطلاعات الرأي والحملات السياسية في ظلّ “طبيعة الأخبار المتواصلة” والتنوع في قنوات الاتصال المتاحة للناخبين. يُلاحظ هيدالغو التغيرات الجذرية في طرق جمع بيانات الناخبين، مُقارنًا بين الأساليب التقليدية (مثل الاتصال الهاتفي) والبيئة الإعلامية المتشظية الحالية التي تتضمن المحتوى المتدفق والأجهزة المحمولة وقنوات أخرى.

آراء الطلاب: قيمة المنهج العملية والتطبيقية

أعرب الطلاب عن تقديرهم لقيمة المنهج العملية، حيث مكّنهم من تطوير مهاراتهم في البرمجة وتطبيقها على قضايا العلوم السياسية، وفهم كيفية عمل النماذج والتنبؤات السياسية. كما أشاروا إلى أهمية التصميم التجريبي لأسئلة الاستطلاعات، وكيفية استخدام البيانات لفهم الفجوات بين الرأي العام وقرارات صناع القرار.

الشفافية والمساءلة: دور البيانات في مكافحة المعلومات المضللة

يؤكد هيدالغو على أهمية تمكين الطلاب من استخدام أدوات مثل استطلاعات الرأي وتحليل البيانات لمكافحة المعلومات المضللة والكاذبة، وأنّ تحليل البيانات وفهم الأفكار والأسباب الكامنة وراءها، يُساهم في بناء سرديات متماسكة وقوية.

الخاتمة: أهمية البيانات في تعزيز المشاركة المدنية

يُختتم المنهج بالتأكيد على أهمية البيانات في تعزيز المشاركة المدنية، وأنّ تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للتنقل في هذا العالم المعقد من البيانات يساعدهم على الدفاع عن أفكارهم واتخاذ قرارات مدروسة. ويُشدد على أنَّ القدرة على تصميم وتنفيذ وفهم الاستطلاعات لها قيمة داخل وخارج الفصل الدراسي، وأنّ تحليل البيانات ليس مقصورًا على العلوم التطبيقية فقط، بل له تطبيقات واسعة في العلوم الاجتماعية.

المصدر: MIT News